هذا خير من ملء الأرض مثل هذا

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال: ” مرّ رجل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال لرجل عنده جالس : ( ما رأيك في هذا ؟) ، فقال: رجلٌ من أشراف الناس، هذا والله حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفّع، فسكت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ثم مرّ رجل فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (ما رأيك في هذا ؟) ، فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريُّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) “رواه البخاري .

كم من مرة أخطأنا كما أخطأ الصحابي بتقييمنا للآخرين حسب ما يلبسون أو يركبون أو أحيانا ما يهذرون من جميل الكلام لا نتحقق إن كان قائله ملتزما به!

تذكرت هذا الحديث عندما واجهت زملاء لي في العمل بحكمهم القاسي على صديق لي بدوي اللهجة ولكن رجاحة عقله فيما يخص العمل توزن بلد كما يقول المثل! هذا الزميل المسكين مبتلى بإبتلائين أولهما لهجته البدوية وخاصة عندما يتكلم الإنكليزية الجيدة التي تخرج من فمه كأنه يلوكها وتظهر للمستمع كأن المتكلم متباهي بالمعرفة، وثاني إبتلاء هو إبتلاؤه بمجتمع عمل مشابه لمجتمعنا الإجتماعي بأمراضه أقلها الحكم على ظواهر الأمور لا جوهرها! وما زال صديقي هذا يدفع فاتورة هذين الإبتلائين… أنا على يقين أنه لو كان في المجتمع الأمريكي (وهو مجتمع إسلامي الخلق كما وصفه الشيخ محمد عبده عندما زار امريكا في اوائل القرن الماضي – رأيت إسلاماً ولم أرى مسلمين – عندما رأى روح الإسلام في تعامل الناس مع بعضهم، ورأى في بلاد الإسلام مسلمين ولكنه لم ير روح الإسلام) لحكموا على عمله وما يضيفه من فائدة، لا طريقة كلامه.

فلا قيمة للنسب ولا قيمة للجاه ولا للقوّة أو الصحّة ولا لغيرها، إذا تعرّى الإنسان من إيمانه وأخلاقه وفضائله ومبادئه.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s