الرفض

الرفض

الرفض قد يكون لك من الآخرين أو منك تجاه آخرين تجمعك بهم علاقات في الحياة ويكون الرفض جزء من اعمال اليوم الذي يجب أن تتعلم كيف تتعامل مع هذه المعادلة لتصل للنتيجة التي ترضيك وتسعدك لأن نتائج الرفض إن كانت لك أو منك تكون عادة لها أثر سلبي إن لم يكن التعامل معه بأسلوب مقنع وفعال

كلنا تعرض لموقف من المواقف الذي شعر به أنه رُفض وكان أثر الرفض عليه سيئا ولم يكن لديه القدرة للتعامل مع هذا الرفض

يحكي أحدهم كيف تعرض للرفض منذ الصغر حين كان عمره 6 سنوات ومن بين 40 شخص كانت المعلمة تنادي كل فترة على عشرة أسماء ليستلموا هداياهم حتى بقي هو واثنان آخران لم يعطوهم هدايا لسلوكهم ويقول شعرت بحزن عميق لهذا الموقف وعندما كبرت كنت كلما تعرضت للرفض تعود بي الذاكرة لطفل السادسة فأهرب من المواجهة

حتى عزمت أن أتغلب على هذه المشكلة وبدأت أقرأ وأتعلم ووجدت أن الإجابة والطريق الصحيح هو مواجهة الرفض بالصبر والسؤال لماذا ؟

وبدأ يُعرّض نفسه لمواقف يتم فيها رفض مايطلب ليكتسب المناعة اللازمة لتخطي المشكلة

ومما يروي من القصص التي ساعدته من خلال هذا الأسلوب أنه أخذ شتلة ورد وطرق أحد الأبواب وقال لصاحب المنزل أريد أن ازرع هذه الشتلة في فناء منزلك فقال له شكرا لا أريد فعاجله بسؤال لماذا لا تريد؟ فشرح له أن لديه كلب يعبث بالحديقة والزرع ولافائدة من زرع الورد ثم أردف أنه بإمكانه الذهاب لآخر الشارع فهناك منزل تسكنه سيدة مهتمة بالورود فذهب إليها وعرض عليها زراعة الشتلة فرحبت به وشكرته وتعلم أن السؤال ( لماذا) أعطاه الإجابة وراحة النفس من عناء توابع الرفض

يقول تعلمت من خلال مواجهة الرفض بالسؤال أنني وصلت للسبب الحقيقي للرفض وهو مقنع ولم أضع تخمينات كما يفعل الكثير مثل أن هذا الرجل سيئ الاخلاق او متكبر او معقد لا يحب الورد وكثير من الناس عندما يواجه بالرفض يطلق لنفسه عنان الأفكار السلبية باتهام الاخرين دون أن يعرف حقيقة الأسباب لرفضهم لموضوع معين أو طرح محدد

عندما نفهم مسببات الرفض لدى الاخرين نستطيع ان نتعامل مع الرفض بسلاسة ونقبل الرأي الآخر حتى لو لم يكن يتوافق مع رغباتنا وطلباتنا ونحترم لكل شخص رأيه ووضعه ومسببات الرفض

بين الأزواج يكون هذا الأمر شديد الأهمية لأن بعض الأسر تتفرق بسبب هذه المعطيات وتحدث المشاكل بسبب رفض طرف للطرف الآخر دون مناقشة تفاصيل وأسباب الرفض والتعامل مع رغبات وأسباب الطرف الآخر للوصول لتوافق مشترك تسير به سفينة الأسرة لتُبحِر بسلام

إذا عدت بذاكرتك لمواقف تعرضت فيها للرفض من قبل طرف آخر او مجموعة فستعرف أنك لم تكلف نفسك أن تستكشف لماذا رفضت وكثير من الأحيان تكون الأسباب لديك وتتجاهلها أو لديهم ولم تعلم عنها لكي تتخطى تلك الذكرى المؤلمة وتتعلم منها مايفيدك لأن الحياة تجارب يومية تبني منها الخبرة والمعرفة لتتعامل مع الغد بصورة افضل

وفي ديننا الإسلامي علمنا كيف نرد بالرفض رداً جميلا حين نتعامل مع الآخرين

حين يطلب منك فقير أو شحاذ مالا او مساعدة فترده بالحسنى واللين

قال تعالى (وأما السائل فلا تنهر ) قال المفسرون : يريد السائل على الباب ، يقول : لا تنهره لا تزجره إذا سألك ، فإما أن تطعمه وإما أن ترده ردا لينا ، يقال : نهره وانتهره إذا استقبله بكلام يزجره

ونتعلم من الآية الكريمة والتوجيه الرباني أننا نستطيع أن نرفض بطريقة لينة هينة لا يكون فيها جرح لمشاعر الطرف الآخر ورفضك لعمل ما ليس ضروريا أن يرتبط بعدم رغبتك ولكن بتوفر الوقت والقناعة للقيام بذلك الأمر وإن استطعت أن تقدم حلول أخرى مع الرفض المؤدب فيكون ذلك أفضل للمتلقي

ويعيش من لا يستطيع ان يرفض طلبات ورغبات الاخرين في دوامة ومشاغل ومتاعب لأنه يستغل من قبل الآخرين لآداء ما يطلبون على حساب وقته وجهده وتضييع مسؤولياته التي يجب أن يؤديها ونشاهد ذلك في بعض الإدارات عندما يتحمل جل الأعباء فرد أو إثنان طوال اليوم بينما يستمتع الآخرين بأوقاتهم ويؤدون القليل من الأعمال الغير مرهقة فكريا أو بدنيا

الرفض يعرض حياة البعض للألم والشعور بالقلق ويؤثر على مجريات الحياة ولذلك يجب أن يتعلم كيف له أن يقبل هذه الأمور في الحياة والتعامل معها بحنكة وصبر لكي تكون تلك العقبات كمحطات للتعرف على الآخرين والتعلم من أسباب الرفض وتقدير تلك الأسباب والاقتناع أن لكل إنسان ظروفه الخاصة التي ربما لا تتوافق مع اولوياتنا في الحياة

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

#واتسابيات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s