قد يتعجب القارئ من العنوان مستنكرا التشبيه لان الموضوعين تحت مجهر المقارنة غير متشابهين كمقارنة البرتقال بالتفاح ولكن استغرابه سيزول بعد قراءة هذه المقالة القصيرة ومعرفته بأوجه الشبه التالية.
الشبه الاول:
كل من الكيان الصهيوني والمجمعات السكنية في مدننا تسرق أراضي الغير بحجة الأمن. فالكيان الصهيوني معروف بسرقته للأرض والماء وله كان بيده لسرق الهواء كذلك بحجة الأمن على حساب فقدان الأمن للفلسطينيين. والمجمعات السكنية في مدننا تعدت على شوارعنا وألحقتها بمجمعاتها بحجة الأمن كذلك على حسابنا.
الكيان الصهيوني أكل من الأراضي اللبنانية والفلسطينية لإقامة مناطق أمنية لحماية نفسه من الضحية بدلا من تعزيز أمنه داخل حدوده، وكذلك فعلت مجمعاتنا السكنية بإقامة مناطقها الأمنية – او الأصح بتحسين مداخلها – بقضمها للشوارع المجاورة بدلا من تعزيز وتقوية جدران مجمعاتها وتحسين الأمن عند بواباتها!ّ
الشبه الثاني:
النظام الدولي ساكت وأحيانا متواطئ مع الكيان الصهيوني بجرائمه بحق الفلسطينيين بينما النظام الرسمي لدينا ساكت عن تعديات المجمعات السكنية على شوارعنا وأغلاق بعض وأحيانا جميع مساراتها حتى اصبحت هذه التعديات جزء مجاني مقدم على طبق من ذهب من بلدياتنا لهذه المجمعات لتحسين مداخلها… والثمن يدفعه المواطن المغلوب على أمره.
الشبه الثالث:
سكوت الجماهير العربية وإستحقاقها جائزة جينسس للأرقام القياسية بطول تحملها للإهانات وإستخفاف الأمم بها حتى وصل الأمر الى إستخفاف صحف بلجيكا ثانية بهم بنشر الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم بالحجة الواهية وهي حرية الرأي التي تقف عند إنتقاد العدو الصهيوني وجرائمه…وكذلك سكت المواطن المتضرر من تعديات المجمعات السكنية وعدم رفعه للشكوى للمجالس البلدية في مدينته او للبلدية وتقبله للأمر الواقع!
الشبه الرابع:
ان الكيان الصهيوني له مستعمرات رسمية وعشوائية يفككها أحيانا ذرا للرماد في أعيننا وأعين المجتمع الدولي لإظهار تعاونه ولكن الحمد لله لدينا فقط مناطق أمنية عشوائية حيث كل مجمع سكني يفعل ما يريد بدون تنسيق ومواصفات قياسية فبعضهم يأخذ الشارع كله والبعض يأخذ مسار واحد وآخر يأخذ مسار ونصف ويؤثر المواطن بالنصف الثاني
المظهر الأمني لهذه المجمعات السكنية يتعارض مع الخطاب الرسمي بالسيطرة على الارهاب والارهابيين حيث تعديات هذه المجمعات المبالغ به على شوارعنا لم يخف او تم إزالته رغم ان الحواجز الامنية للشرطة في شوارعنا خفت او اختفت تجاوبا مع زيادة الأمان والقضاء على الإرهابيين .
أرجو أن يكون القارئ قد أقتنع بأوجه الشبه بين الكيان الصهيوني ومجمعاتنا السكنية وأرجو – رغم أني غير متفائل – أن يكتب لمجلسه البلدي – رغم إنشغال أعضائه بإثبات من هو أكثر وطنية من الآخر – أو بلدية مدينته للسيطرة على هذه التعديات وإزالتها